أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب ابن حدير بن سالم، أبو عمر، الأديب الإمام صاحب العقد الفريد، من أهل قرطبة، ولد سنة (246هـ) كان جده الأعلى (سالم) مولى لهشام بن عبد الرحمن بن معاوية. وكان ابن عبد ربه شاعرًا مذكورًا فغلب عليه الاشتغال في أخبار الأدب وجمعها. وله شعر كثير. وأصيب بالفالج قبل وفاته بأيام سنة (328هـ).
يعد هذا الكتاب من أمهات كتب الأدب، وهو جامع لكثير من الفوائد ومنثور المسائل في الأخبار، والأنساب، والأمثال، والشعر، والعروض، حتى الطب والموسيقى. وقد استوعب خلاصة ما دون من كتب الأصمعي وأبي عبيدة والجاحظ وابن قتيبة وغيرهم. ولم يقتصر على المأثور عن العرب بل وشى كتابه بما ترجم عن اليونان، والفرس، والهنود، من ضروب الحكمة والموعظة والملح. وقد تأنق في تبوبيه وتفنن في ترتيبه، فقسمه إلى خمسة وعشرين كتابًا في موضوعات شتى ومن الغريب أن المؤلف وهو أندلسي لم يشر إلى الأندلس ولا إلى أهله. وقد قسمه المؤلف إلى خمسة وعشرين كتابًا، وسمى كل كتاب باسم درة لتنتظم وتجتمع كلها بخيط هذا الكتاب عقدًا فريد الروعة، فمن «لؤلؤة السلطان» إلى «جوهرة الأمثال» إلى «ياقوتة الألحان» إلخ. وفي هذه الكتب قصص، وتاريخ، وشعر، ونثر، ورسائل، وخطب. والكتاب سفر ضخم عَرَضَ لكثيرٍ من الموضوعات مثل: أعاريض الشعر، أيام العرب ووقائعها، أمثال العرب، أخبار الكَتَبَة، آداب الطعام والشراب، وغير ذلك.